هناك اعتقاد عند بعض الناس أن الشيطان من الممكن أن يسكن داخل جسد إنسان، فيتبعون طرقاً لإخراجه أو إحراقه أو خنقه وغير ذلك، وأقول يا أحبتي ينبغي دائماً أن نبني إيماننا على أساس علمي متين لكي لا يأتي من يزعزع هذا الإيمان.
فالشيطان موجود، وهو قريب منا ولكن تأثيره يكون على غير المؤمن، أما المؤمن الذي يقرأ القرآن فلا يستطيع الشيطان التأثير عليه مهما حاول. لأنك يا أخي عندما تقرأ آيات القرآن وبخاصة سورة الفاتحة وآية الكرسي وآخر ثلاث سور من القرآن سوف يتشكل حولك ما يشبه الحصن بسبب هذه الآيات، وسوف يحجزك عن أي شر ويحصنك من أي ضرر يمكن أن يصيبك إلا بإذن الله.
فسورة الناس أنزلها الله وختم بها كتابه لحكمة عظيمة وهي أن تكون علاجاً للوساوس والهموم والأحزان، فمن أصابه وسواس فعليه أن يكثر من قراءة هذه السورة بتدبر وخشوع وهو يعتقد أنه لا يضر ولا ينفع إلا رب الناس سبحانه وتعالى.
وأنا شخصياً لا أعتقد أن الشيطان يسكن في الإنسان، إنما يوسوس له ويؤثر على دماغه وقلبه، فيصبح لدى هذا الإنسان وساوس وهموم وتخيلات، وأن ما نراه من بعض الذين يدعون أن هذا الإنسان مسه الشيطان وسكن فيه فيقرأ عليه القرآن ليخرج أو يحترق فهذه أوهام.
لأن الشيطان لا يمكن أبداً أن يسكن في قلب إنسان يقرأ القرآن، فهو يهرب من ذكر الله ويكره القرآن، بل إن الشيطان يبتعد عنك بمجرد أن تتعوذ بالله منه وتقول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). وأنصح كل من يعالج بالقرآن أن يتقي الله في الشخص الذي يعالجه ولا يوهمه بذلك، وأن يعلمه كيف يقرأ القرآن ويشرح له آيات الشفاء ويأمره بالصلاة وبالأعمال الحسنة والابتعاد عن المعاصي، فهذا هو الشفاء الحقيقي بإذن الله تعالى.
وأنصح أي أخ يعاني من الوساوس أن يبدأ فوراً بحفظ القرآن الكريم، فهذه أفضل طريقة لملء الوقت بعمل مفيد، وأن يركز على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، أن يقول: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه) هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تكثر من قراءة وتكرار سورة الناس: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
وأن يقرأ هذه الآيات سبع مرات:
1- (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
2- (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).
3- (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
4- (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
والله أعلم.