الحمدلله رب العالمين وعلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم الذي بعث ليتم مكارم الاخلاق وهو الذي ذكر في القرآن الكريم (( وأنك لعلى خلق عظيم )) .
قال الشاعر الحسين بن مطير :
أحب مكارم الاخلاق جهدي ***** وأكره أن أعيب وأن أعابا
وأصفح عن سباب الناس حلماً ***** وشر الناس من يهوى السبابا
ومن هاب الرجال تهيبوه ***** ومن حقر الرجال فلن يهابا
ما أجمل هذه الابيات فعلا جميلة ورائعة فلماذا أصبحت رائعة لانها تحدثت عن الاخلاق وسموها ولذلك فأن صاحب الخلق دائما محبوب لدى الناس.
وأن لحسن الخلق منزلة رفيعة وما أرفعها من منزلة .....
قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
((ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة)) .
وأنه سبب لدخول الكثير من الناس فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ((ما يكثر الناس دخول للجنة التقوى وحسن الخلق )) .
فقال الشاعر سالم بن وابصة الاسدي:
أحب الفتى ينفي الفواحش سمعه **** كأن به على كل فاحشة وقرا
سليم دواعي الصدر لا باسطا أذى *** ولا مانعا خير ولا قائلاً هجرا
أستمعوا الى البيت الثالث أنظروا الى مكارم الاخلاق :
إذا ما أتت من صاحب لك زلة *** فكن أنت محتالا لزلته عذرا
قال بعض البلغاء :
الحسن الخلق من نفسه في راحة ، والناس منه في سلامة ، والسيء الخلق الناس فيه بلاء ، وهو في نفسه عناء .
قال بعض الحكماء :
عاشر أهلك بأحسن الاخلاق ، فإن في الثواء فيهم قليل . والثواء هي الاقامة .
قال الحسن البصري :
فإذا أحسنت أخلاق كثر مصافوه ، وقل معادوه ، فتسهلت عليه الامور الصعاب ، ولانت له قلوب الغضاب .
فالاخلاق سمو لصاحبه فعندما تكون صاحب خلق أحببت الناس فأحبوك وقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يستعمل أخلاقه الكريمة والافعال الشريفة :
أنقو الله في الضعيفين . وهم الطفل وكبير السن . لقوله تعالى :
(( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا ))) .
كلمته جارية من السبي فقال من أنت ؟ فقالت : أنا بنت الرجل الجواد حاتم . فقال رسولنا الكريم : (( أنظروا الى كرم أخلاقا نبينا ))) .
أرحموا عزيز قوم ذل ، ارحموا عالما ضاع بين جهال .
سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق الله رسول صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن . وتلت قول الله تبارك وتعالى (( وإنك لعلى خلق عظيم ) .