الســلام عليــكم ورحمـة الله وبركـاته
قليلةٌ تلك البرامج التي تتمكن من الوصول إلى مشاعرنا ،
وتنجح في أن تؤثر على قلوبنا تأثيراً يعيد لها بعض مافقدته
من لذة الخشوع ، وانس الطاعة ..
ومن تلك البرامج الرائعة برنامج قطوف دانية ،
الذي تميز عن العديد من البرامج بتميز ضيفه الكريم :
فضيلة الشيخ : صالح المغامسي
"حفظه الله وأتم عليه الصحة والعافية "
فلا تكاد تمُر بنا لحظة خلال متابعتنا لبرنامجه دون أن نتعلم درساً عملياً
في صدق التعامل مع الله،
فنشعر بقلوبنا وقد رقت ،وعقولنا وقد وعت ،حتى فاضت أعيننا
حسرةً على مافاتنا من الوقت،
" ديباج القرآن "
هو عنوان أحــد حلقــات القطوف الدانية ,,,,
والتي ظهر فيها الشيخ للمرة الأولى بعد تغيبه لفترة بسبب عملية
زراعة صمامين لقلبه " قبل شهر ونصف من الآن "،
وقد تكللت العملية بالنجاح ولله الحمد والمنة،
والحلقة مليئة بالفوائد والعبر ،
وكان لي معها عدة وقفات تعلمت من خلالها الكثير :
،،
الوقفة الأولى :
تعلمنا من الشيخ حفظه الله "أدب العالم والمتعلم "
تجلى لنا ذلك في خُلقه ومن خلال تواضعه الغير متكلف
عند كل كلمة ثناء أو إطراء من مُحبيه الذين تحدثوا إليه عبر هاتف البرنامج ،
فقد كان يُنكس رأسه مُطرقاً لدى سماعه تلك الكلمات ثُم يدعوا لهم ويقول:
أنا أقل مما ذكرتم وأسأل الله أن أكون عند حُسن الظن بي
" اللهم أغفر لي مالا يعلمون "
كما ضرب لنا أروع الأمثلة في الوفاء عندما ذكر لنا قصته مع شيخه
الذي تعلم على يديه ثلاثون سنة وكيف تعلم منه ومن مواقف ذكرها لنا،
(أن العلم لايؤخذ فقط بالجلوس عند العلماء وتلقيه منهم ،
بل إن مواقفهم وأخلاقهم مع الناس من أفضل مايمكن تعلمه).
،،
الوقفة الثانية :
تعلمنا من الشيخ أن يتعامل طالب العلم وسواه مع الله وحده
حتى يكون علمه وعمله خالصاً لوجهه سبحانه وتعالى ،
لايرجو به الرفعة بين الناس، ولا تحقيق مصالح شخصية،
ومن أقواله الرائعة :"لاتسخر الخلق لخدمتك بما آتاك الله من علم "
،،
الوقفة الثالثة :
عندما أستشهد شيخنا الفاضل بآية من القرآن الكريم
لم يكد يكملها حتى بكى فأبكانا ،
فتعلمنا من مدافعته لعبراته كيف نستشعر آيات الله بكل جوارحنا ،
وكيف نعيش معها وبها ، وكيف ننسى الزمان والمكان ونستشعر عظمة الرحمن ،
وتعلمنا من دموع شيخنا أن القلوب الخاشعة المتدبرة هي القلوب السليمة
وإن ألمٌ بها عارض صحي،
وأن القلوب الغافلة عن ذكر الله والتذلل له والتفكر في نعمه
هي القلوب المريضة حقيقةً رغم تمتعها بالصحة والقوة ،
،،
الوقفة الرابعة :
تعلمنا المعنى الحقيقي للمحبة في الله وذلك عند سماعنا
لدعوات المتصلين من أنحاء البلاد ،
وصوت نحيبهم وهم يهنئون الشيخ على سلامته ويعبرون عن سعادتهم
برؤيته، كيف لا؟! وقد تعلموا على يديه حُب القرآن وحُب تعلمه ، والحرص على تدبر معانية ،
وتفسير آياته ، وفهم علومه ..
،،
الوقفة الخامسة :
تعلمنا درساً في الصبر على البلاء ، فرغم الآم الشيخ ومعاناته
إلا أن لسانه لم يفتر عن حمد الله وشكره والتحدث بنعمه عليه ،
حتى أنه أعتبر محبة الناس له وثناءهم عليه أشد بلاءً مما أصابه من مرض ،
وقد سمعناه يقول :
"محبة الناس أمراً لا أستطيع دفعه ولكني أسأل الله أن لاتكون استدراجا "
هذه بعض الفوائد أحببت أن أشارككم بها
وأسأل الله أن يكتب أجرنا وأجر شيخنا الفاضل وأن يتم عليه نعمه
وأن يرفع قدره ويزيده من فضله
ويرزقنا ويرزقه وإياكم الإخلاص في القول والعمل ..